ما هو الدّماغ؟
الدّماغ هو الجزء في الرّأس الّذي نطلق عليه في اللّغة الدّارجة لفظ (المخّ). ويقع الدّماغ داخل الجمجمة ويتّصل بالحبل الشّوكي.
ويتكوّن المخ وهو أكبر أجزاء الدّماغ من جزئين متشابهين باستطاعتهما تأدية نفس الأعمال، إلاّ أنّ الجزء الّذي يقع على اليسار غالبا ما يتولّى السّيطرة على الجسم، ويقوم الجزء الأيمن بدو أقل في معظم الأحوال، ولهذا السّبب يعتمد كثير من النّاس على استخدام أيديهم اليمنى أكثر من اليسرى، أمّا بالنّسبة لمن يستخدمون اليد اليسرى بصورة رئيسيّة فإنّ الجانب الأيمن من المخ يكون هو المسؤول عن السّيطرة عن الجسم بشكل رئيسي في هذه الحالة.
ونستنتج من الكلام السّابق، أنّ الجزء الأيمن من المخ يتولّى تشغيل الجزء الأيسر من الجسم، بينما يتولّى الجزء الأيسر من المخ تشغيل الجزء الأيمن من الجسم. فإذا حرّكت يدك اليسرى فإنّ مركز الحركة في الجزء الأيمن من المخ هو الّذي يتولّى تنسيق العمل ومساعدتك على القيام بذلك.
هذا وباتصال جزئي من المخ بعضهما ببعض يتمكّنان من التّنسيق بين أعضاء الجسم على الجانبين الأيمن والأيسر.
لو قطعنا الطّرف الواصل بين جزئي المخ، فسوف يصعب على الإنسان التّنسيق بين أطراف جسمه اليمنى واليسرى، وفي هذه الحالة قد تسير الرّجل اليمنى في اتجاه بينما تتّجه اليسرى في اتجاه آخر، كما قد يجد الشّخص نفسه عاجزا عن السّيطرة على يده اليسرى مثلا بحيث يفقد السّيطرة على توجيهها أو إيقافها عن عمل تؤدّيه.
وبالإضافة إلى المخ الّذي يمثّل حجمه 5/6 الدّماغ، ويتولّى القيام بالنّشاطات الهامّة مثل الإحساس والتّفكير والتذكّر فإنّ هناك أجزاء أخرى للدّماغ منها:
1) الدّماغ الأوسط:
وله علاقة بالبصر، ويمثّل مركزا لإحساسات النّظر.
2) الجسر (القنطرة):
وتقع أسفل الدّماغ الأوسط وتتكوّن من مجموعة ضخمة من الألياف العصبيّة الّتي تقوم بتوصيل الإحساسات والإشارات.
3) النّخاع المستطيل:
وهو امتداد للحبل الشّوكي عند اتصاله بالدّماغ. ويتكوّن من ألياف عصبيّة حيث تتّجه الأعصاب الخاصة بالجانب الأيمن من الجسم إلى الجزء الأيسر من الدّماغ، مع اتجاه الأعصاب الخاصّة بالجانب الأيسر من الجسم إلى الجانب الأيمن من الدّماغ. وقد سبق أن شرحنا سبب ذلك.
4) المخيخ:
ويقع أسفل الدّماغ الأوسط والحنجرة (القنطرة) والنّخاع المستطيل والمخ، وعمله الأساسي هو التّنسيق العضلي (الحركي)، وعندما يصاب هذا الجزء أو يعجز جزئيّا عن العمل يؤدّي ذلك إلى حدوث عيوب في الحركة والمشي بحيث يتحرّك الإنسان أو يمشي بطريقة غير منتظمة أو مرتبة.
إنّ دماغك يتكوّن من بلايين الخلايا العصبيّة، ويبلغ وزنه حوالي 1400 جرام، وهو يقوم بكل الوظائف الّتي تؤدّي إلى تنظيم عمل أعضاء جسمك الدّاخليّة، فهو يشرف على تشغيل الرّئتين لمدّة 24 ساعة في اليوم، كما أنّه يجعل القلب ينبض ويضخّ الدم باستمرار وبلا انقطاع وهو يشير للأجهزة الهضميّة فتعمل على هضم الطّعام الّني نتناوله كما أنّه يسيطر على عمل الكلى لتؤدّي عملها في تصفية الدم من الشّوائب الزّائدة عن حاجة جسمك مثل الماء والأملاح، وهو لهذا على اتصال بجميع الأعضاء.
كما يقوم الدّماغ باستقبال المعلومات الخارجيّة وتحليلها وتخزينها أو اتخاذ القرارات حيال بعضها، فالعينان تستقبلان الإشارات الضوئيّة المرئيّة وتبعثان بها إلى الدّماغ، أمّا الأذن فتستقبل الموجات الصّوتيّة، ويتولّى الأنف واللّسان بث معلومات عن كيمياء الأشياء الّتي يصل بها كالطّعام مثلا.
وتساعدنا المعلومات المرسلة من أعضاء الحس إلى الدّماغ على تحديد انطباعاتنا عن الأشياء المحيطة بنا وكيفيّة التّعامل معها، فعندما يأتينا من الدّماغ ما يفيد أنّ طعم شيء ما حلو أو مقبول نقبل على تناوله، وإن كان العكس تركناه، وعندما ترسل مراكز الإحساس إشارة بأنّ الجو بارد مثلا نقوم بلبس ملابس ثقيلة، أو نستخدم أجهزة التّدفئة على سبيل المثال وهكذا.
هل تعلم...
إنّ من وظائف المخ الاحتفاظ بأثر المعلومات والخبرات الّتي نتعلّمها، وكذلك معظم الأشياء ذات العلاقة بالإنسان وهو ما يسمّى بالذّاكرة، وذلك ليسهل تذكّرها فيما بعد، ولو أمكن تسجيل المعلومات الّتي يحتفظ بها الدّماغ في سجلاّت لاحتجنا إلى عشرات السجلاّت الضّخمة لتسجيلها، وإلى مجموعة من الآلات الدّقيقة المعقدة للتوصّل إلى ما نريده منها...هذا مع قيام الدّماغ بعمل ذلك في لمح البصر أحيانا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق